ديمقراطية الخليفة عمر/ موريتانيا الجديدة

ثلاثاء, 16/04/2024 - 15:01

مجلس شورى , رئيس جديد , وزراء جدد ,موريتانيا الجديدة  ... أخي فخامة رئيس الجمهورية، نحن امة اعزها الله بالإسلام , و قيض لنا خلفاء راشدين , أوصي عليهم المصطفي صلي الله عليه و حضنا علي التمسك بسنتهم , ومنها طريقتهم في التداول علي السلطة  , مجلس شورى أقره الخليفة عمر بن والخطاب  الذي وافق القرآن الكريم رأيه في اكثر من أربعين مسألة و الذي حكم البلاد و العباد و كان يمشي في الاسواق دون حرس ، و ينام في الخلاء دون كاميرات مراقبة و لا  رجال امن او حرس لأنه : عدل  فأمن  فنام  و شيد بنيان و أقام  صرح  حضارة، ولي صالح وفقه الله فكان رأيه أسلم مخرج للتداول علي السلطة , دمقراطية مبكرة , شورى الخليفة عمر رضي الله عنه .

 

وهي فرصة لكم , فخامة الرئيس و للشعب الموريتاني لإعلانها توبة و رجوع الي الدمقراطية الحقة , دمقراطية الخليفة عمر , بإنشاء مجلس شورى من ستة رجال مخلصون للوطن , ضباط  قدامي من الجيش و رجال الأمن متقاعدون ، و رجال مدنيون خيرون ,  يسلمون الراية لحاكم جديد من بينهم , يقود البلاد لبر الأمان و الازدهار مشكلا مع ولاته مجلس حكماء في كل ولاية , عمد و أعيان و وجهاء الولاية , ليتشكل من الكل , مجلس أمة  فيحل محل هذا البرلمان "غير المصنف عالميا " , فلا هو برلمان شرقي و لا هو برلمان غربي , و لا ديمقراطيتنا غربية و لا هي شرقية  , انما هي دمقراطية أخرى قادمة من كوكب أخر ,.... صخب و تحمس أعمى , جعل سكان العاصمة  يهرعون الي مدية فصالة في اقصي  الشرق لأن الرئيس سيتوجه اليها لتدشين حفر بئر او بناء جسر او شق طريق , فقامت القيامة وتدفق مناضلي الحزب من كل حدب و صوب يسوقون الناس للاصطفاف و التدافع في الصفوف الامامية للفوز بمصافحة الرئيس و استقباله ,  فأي مظهر هذا , وأية دمقراطية ؟

 

أخي فخامة الرئيس , الحكم مسؤولية كبرى و ليس لعبة أصوات و صناديق اقتراع فرضها الغرب دفعا بنا لإسناد الأمر لغير أهله , و لتكريس ثقافة المساواة في الحقوق و في النوع و في المسؤوليات , محاربة  لتعاليم ديننا الحنيف و مبادئه النبيلة المبنية علي موافقة السنن التي يقوم عليها الكون : التفاوت , الاختلاف , التفاضل و اللامساوات.

 

لقد جعلت دمقراطية  الغرب مصير أمة مرهون بصناديق اقتراع لا تفرق بين الفقيه و الرقاص و المهندس و الضابط و الطبيب و العالم  و قاطع الطريق ، فوضي قضت علي الأخلاق  و القيم  و.... و جعلت الناس هنا في موريتانيا في برلمان بلاد شتقيط الرباط و العلماء و حملة القرآن  يتنابزون بالألقاب ,  وزير كلب ، و أخر مجرم قتال , فأين القيم و الاخلاق  و أين  تعاليم  دين الاسلام  , فاذا كان مثل هذا في ديمقراطية الغرب مباح , فهو عندنا ممنوع , فديننا يحظر علينا التنابز بالألقاب , فلنترك الغرب و شأنه , فلهم  ديمقراطيتهم  و  لنا ديمقراطيتنا ,  شورى الخليفة عمر .

 

الرئاسيات القادمة  و بعض الأولويات :

 

1 /   تعيين وزراء جدد , فالشعب الموريتاني يتطلع لرؤية وزراء جدد , وجوه جديدة , علي الأقل ليثبتوا للعالم ان البديل موجود و ان  المثقفين و الأطر الأكفاء في  موريتانيا  ليسوا فقط  هؤلاء " ان كانوا " , فثمة غيرهم كثر ,  مثقفين و أطر أكفاء مؤهلين لتسيير شؤون البلد .

2 /   منع تدوير الوظائف الوزارية و التنقل  من وزير صحة الي وزير تعليم الي وزير معادن الي وزير اقتصاد الي وزير توجيه اسلامي , تنقل من وزارة لأخرى و تحدي مستمر و إهانة لطاقم الوزارة نفسها, ففي كل مرة يأتيهم وزير جديد ويبدأ يتخبط في الملفات... لعبة كراسي وزارات , نتج عنها تلاعب بملفات البلد و عرقلة مشاريع الدولة.

 

لقد استغرب أحدهم ( ممول أجنبي ) تعيين شخص يعرفه , له سوابق مع مشاريع  الدولة , استغرب تعيينه في مناصب عليا في البلد , و قال انه لم يجد لذلك تفسيرا, سوى انه : اما  ان  الدولة تتلاعب بالمشاريع  و بالقروض و لا تهتم  بتنفيذ المشاريع و لا بتسديد القروض في وقتها , و اما ان الدولة تتعمد مثل تلك التعيينات لإتاحة الفرصة لبعض موظفيها لتحقيق ثراء فاحش سريع .

 

3 /   القضاء علي بقايا أشكال العبودية التي اختفت في مجتمع البيظان أو كادت , و لكنها لا تزال تتفشي في مجتمع الزنوج في ضواحي كيهيدي و سيليباببي , فيمنعون شريحة تتواجد بينهم من الجلوس في مجالسهم و من الدفن في مقابرهم و من إقامة مساجد , و منعوهم مزارعهم , جاهلية أولي , و كأن أهلها لم تصلهم بعد دعوة الإسلام .

 

4/   المشاريع و الصفقات , الغاء  صيغة المشاريع ذات الطابع العمومي الخصوصي     PPP

و ابدلها بالصيغة   BOT   بناء ( تمويل ) و تشغيل  ثم تحويل الملكية للدولة الموريتانية  بعد 30 سنة

5 /   الغاء نظام المناقصات, لأن معظم المستثمرين يرفضون المشاركة , و السبب هو انهم يعرفون ان المشروع معطي مسبقا لشركة لها  صلة بمقاول محلي معروف

6 / إلغاء مصطلح مناقصة دولية , الذي يفهم منه وجود التمويل , في حين ان التمويل في  الغالب ليس موجود ا, فالصواب أن يتم الإعلان عن المشروع , و أنه  بنظام ال  BOT  بمعني ان الشركة التي سيتم اختيارها بالقرعة  فهي التي ستمول المشروع و تنفذه , وتستفيد من معظم ريعه طيلة 30سنة و جزء يسير من عائداته يكون للدولة  الي ان تنقضي مدة الاستثمار المقررة , فترفع  الشركة يدها عن المشروع ليصبح كله بعائداته و منشآته للدولة الموريتانية .

 

7 /   تنظيم التعدين الأهلي الذهب  والإسراع في فرز سبع  شركات عن طريق القرعة من الشركات التي قدمت ملفاتها منذ اكثر من سنة  لتكون هي المعنية بشراء الذهب محليا و تسويقه و بيعه في الداخل و في الخارج , و منع حصر هذا النشاط علي شركة واحدة او مقاول او تاجر واحد.

 

8 /  تعزيز الوحدة الوطنية و الإسراع في إعادة تأهيل المدارس النظامية , مدارس الدولة  و الرجوع للدراسة المجانية تحت سقف واحد , كل تلاميذ مختلف شرائح المجتمع  , و التركيز علي اللغة العربية وتعميم تعليمها  لتقوية  التماسك بين أبناء مختلف شرائح المجتمع ,لأنها  لغة القرأن  و لغة الإسلام الذي هو دين الجميع .

9 / نشر مفاهيم الاسلام و نبذ العنصرية  و التحسيس في المساجد و المدارس و في الاعلام  بضرورة تعلم اللغة العربية لتقوية الوحدة الوطنية , و تنبيه الاخوة الزنوج وتذكيرهم بجرائم المستعمر وتصديره لآلاف الزنوج في البواخر من جزيرة جوري في السينغال  ليموت ثلثهم و يرمي بهم في البحر وليمارس علي الأحياء منهم الذين يصلون أوروبا و أمريكا أبشع أنواع العبودية ....

 

فكيف يفتخر الزنوج بلغة المستعمر و يختارون حروفها لكتابة لغاتهم الوطنية  ؟ فلماذا لم يختاروا حروف العربية , لغة القرآن ؟  ولماذا هذه الحساسية من اللغة العربية , رغم ان الإسلام و العرب لم يضطهدوا الزنوج  و لم يفعلوا بهم مثل ما فعل الغرب ؟  و لماذا لا يختار الزنوج  الحروف الصينية او الروسية  في كتابة لغاتهم الوطنية ,فالصين و الروس علي الأقل لم  يضطهدوا الزنوج  , فلماذا  الحروف الفرنسية و لماذا حب اللغة الفرنسية ؟ .

 

وسيكون لنشر مثل هذه التساؤلات و ادراجها في التربية المدنية أثر هام  في تقوية الوحدة بين أبناء شرائح المجتمع

يدعم ذلك أيضا دور أئمة المساجد  و وزارة التوجيه الإسلامي  في الحث علي أهمية اللغة العربية وتبيان انها ليست لغة  شريحة البيظان  انما هي لغة القرأن , وهكذا حتي ينمو و يتعزز لدي الاخوة الزنوج الاعتزاز باللغة العربية .

 

10 / الحد من مدح الحاكم وأصحاب السلطة  والترويج لمنهج بني أمية السيئ ، فلا الصحابة رضي الله عنهم و لا الخلفاء الراشدون مدحوا علي انجازاتهم  رغم عظمها و وفرتها  -- الإسراع بالقضاء علي كل مظاهر النفاق السياسي و النفاق الاجتماعي بالحد من مصطلحات التبجيل و التفخيم , و تطهير الاعلام  من المصطلحات الدخيلة , السيدة الأولي , فكلهن سيدات أوائل و لا يكرمنهن الا كريم  , و لكن تفاديا لشخصنة الدولة و تحويلها الي أسرة حاكمة .

11 /  تفعيل قانون حماية الرموز :  مصطلح البيظان رمز , مصطلح لكور رمز , فلا أحد يسب البيظان و لا أحد يسب لكور او لحراطين او اية شريحة أخرى في المجتمع  , و لا أحد يسب الوزراء  و مسؤولي الدولة , فقانون حماية الرموز يسري علي الجميع  و يحمي الجميع.

 

12 / تشكيل اللجنة العسكرية الرقيب من ضباط الجيش و الامن , واشرافها علي إنجازات المشاريع و صرف التمويلات , و من مهامها كذلك  إقرار العقوبات المعنوية : حلاقة الرأس و الخروج لتنظيف شوارع العاصمة , وهي عقوبات خاصة بالوزراء و موظفي الدولة السامون الذين يثبت تقصيرهم في مشاريع الدولة او المساس بالمال العام.

 

 

البشير ولد بيا ولد سليمان /    ضابط  طيار سابق

Email  :   [email protected]