"جي بي تي 4" يفشل في تقليد البشر رغم تطوره

ثلاثاء, 14/11/2023 - 21:30

رغم أن "شات جي بي تي" يظهر ذكاء واضحا في المحادثات يجعله يبدو كالإنسان، عبر إظهار الفكاهة ومحاكاة عبارات المراهقين واجتياز امتحانات بعض الكليات، فإنه في بعض الأحيان يظهر وكأنه يهلوس، حيث يكون النص المنشأ صحيحا لغويا ونحويا لكنه غير منطقي، وهو ما جعل هناك اعتقادا بأن الآلة مهما بلغت من التقدم لا يمكنها أن تكون مثل الإنسان.

وللحكم على "شات جي بي تي" بشكل علمي وقاطع وما إذا كان يمكنه الوصول إلى النقطة التي تخدع أي شخص فيعتقد بأنه إنسان، فقد أخضع الباحثان المتخصصان في اللغة وعلم الدلالة والتعلم الآلي بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، كاميرون جونز وبنجامين بيرغن، النسخة الأحدث منه "جي بي تي 4″ لـ"اختبار تورينغ".

واقترح عالم الحاسوب البريطاني آلان تورينغ هذا الاختبار عام 1950، وهو طريقة تجريبية للإجابة على سؤال: هل تستطيع الآلات التفكير؟ وقال إنه إذا لم يتمكن الإنسان من معرفة ما إذا كان يتحدث إلى آلة الذكاء الاصطناعي أو إلى إنسان آخر بعد خمس دقائق من الاستجواب، فإن هذا من شأنه أن يثبت أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بذكاء يشبه الإنسان.

وظلت أنظمة الذكاء الاصطناعي بعيدة عن اجتياز الاختبار خلال حياة تورينغ (توفي في 7 يونيو/حزيران 1954)، لكنه توقع نجاحها لاحقا. واليوم بعد مرور أكثر من 70 عاما على وضع هذا الاختبار، تؤكد الدراسة الجديدة للباحثين بجامعة كاليفورنيا والتي نُشرت على موقع ما قبل طباعة الأبحاث "أرخايف"، أن النسخة الأحدث من روبوت الدردشة الآلية (جي بي تي 4) لم تتمكن من اجتيازه بنجاح.

اختبار تورينغ.. لعبة التقليد

وتم تقديم الاختبار عام 1950 بواسطة تورينغ في ورقته البحثية التي حملت عنوان "آلات الحوسبة والذكاء"، والتي أعدها أثناء عمله في جامعة مانشستر، وأطلق عليه اسم "لعبة التقليد"، والهدف منه قياس قدرة الآلة على إظهار سلوك ذكي مكافئ لسلوك الإنسان بدرجة لا يمكن معها تمييزه عن الإنسان.

ويتضمن الاختبار قيام شخص بالحكم على محادثات اللغة الطبيعية بين الإنسان والآلة المصممة لتوليد استجابات شبيهة بالاستجابات البشرية، وسيكون هذا الشخص على علم بأن أحد الشريكين في المحادثة عبارة عن آلة، لكنه لا يعرف أي منهما الآلة، وإذا لم ينجح الشخص في التمييز بين الآلة والإنسان بشكل موثوق، فتكون الآلة قد اجتازت الاختبار.

ولا تعتمد نتائج الاختبار على قدرة الآلة على تقديم الإجابات الصحيحة على الأسئلة، بل على مدى تشابه إجاباتها مع تلك التي قد يقدمها الإنسان.

ويقول كاميرون جونز في حديث لـ"الجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني: إنه "حتى تجتاز الآلة الاختبار يجب أن تكون قادرة على تقليد كل ما يمكن أن يفعله الإنسان في المحادثة، بما في ذلك معرفته وتفكيره وشخصيته وروح الدعابة"