موريتانيا ... مراجعة اللقب " الإسلامية "

سبت, 22/11/2025 - 09:20

فاذا كان مفتي الدولة و امامها الرسمي يفسد قراءة الفاتحة و يبدل الضاد  ظاءا ، فيقول و لا الظالين ولا يجتهد علي هذا اللحن المبطل للصلاة الا في قراءة الفاتحة ، بينما في باقي سور القرآن فانه ينطق الضاد ضادا ، فكيف تستمر الجمهورية الاسلامية في الصلاة خلف هذا الامام ؟ , وكيف لا تستدعيه السلطات و تفرض عليه قراءة الفاتحة بألفاظها الصحيحة دون تكلف او عناء قد يتسبب أولا في الإغماء عليه اثناء محاولته ابدال الضاد ظاءا و ثانيا يفسد معني الفاتحة و يبطل صلاته و صلاة الجمهور من خلفه .

و كيف يكون اللقب " الاسلامية " صحيحا , و في موريتانيا ظهر المسيئ و المسيئة يسيؤون علي النبي محمد صلي الله عليه و سلم ، و في موريتانيا " الاسلامية " ظهرت امرأة ملعونة تطأ بقدميها علي المصحف الشريف  نهارا جهارا و العياذ بالله .

وظاهرة الشيخ الرضي و ظاهرة بيرامه ، فكيف تحدثان في بلاد بهذا القب " الاسلامية " ، فاما الشيخ الرضي فقد تسبب في الفتنة ببثه المعاملات و البيوع الصورية الفاسدة  ( تحايل علي النصوص ) في الأراضي و العقارات ليترك مئات الاسر دون مأوى أو مؤجرين منازل ينتظرون سداد الملايين التي وعدهم بها أصحاب مكتبه، و أما بيرامه فقد بث الفتنة و حرك البغضاء بين شرائح المجتمع المتعايش سلميا المتزاوج بيضا و سودا , متزاحمين في المساجد بعضهم جنب بعض بمختلف شرائحهم ، فيأتي بيرامه ليؤجج  بينهم العنصرية مجاهرا بها , بذيئ لسان , يسب الناس حاملا شعارا مزيفا ظاهره الحرية و الانعتاق وباطنه الماسونية والتفرقة و تخريب البلد ، رسالة جلية واضحة فكيف وجدت صداها في جمهورية بهذا اللقب " الجمهورية الاسلامية " و في موريتانيا الإسلامية , تحرق الكتب الاسلامية, حرية تعبير و دمقراطية ، فاذا كان الغرب صاحب هذه الدمقراطية يمنع حرق كتب الرياضيات و الفيزياء فأحرى حرق كتب المسيحية ، فالجميع يرون أن حرق الكتب هو حرق للعلوم و المعارف , جريمة انسانية الا في  موريتانيا "  الاسلامية " فالمسألة عادية ، انفتاح و حرية و تعبير و ديمقراطية.

و في موريتانيا "الإسلامية " تنتشر ظاهرة المخنثين و يتم تكريمهم في الحفلات و صحبتهم للسيدات ذوات النفوذ والمال , طبقة منبوذة في كل مكان الا في موريتانيا " الاسلامية " فقد وجدوا الملاذ و الحنان ,... وفي بلادنا ظهر الفساد في البر و البحر و وزعت الأراضي علي الخواص في الصحراوي و منطقة البراد و تضاعفت قيمتها , صور لتبييض الأموال و تنافس مسؤولي الدولة و موظفيها الكبار (سباق نحو التسلح ) في تناقض جلي مع رواتبهم القليلة مقارنة مع قيمة تلك الفلل ، منما يبرهن علي التلاعب الذي حصل في المال العام .

و في موريتانيا " الإسلامية " يتفشى الكذب و النفاق و أساليب المجاملات و التفنن في  ألفاظ الترحيب ، وخيرت فلان ، و خيرت ، و خيرت ،و يبقي صاحبها يرددها الي ان يسقط في بئر او يكاد , أسلوب مجاملات و نفاق دخيل علي أهل  بلاد شنقيط الأصالة و المنارة و الرباط ، لقد تغير الحال و أصبحت وخيرت علي كل لسان و يستحقها أي انسان ،... و في موريتانيا اللقب " الإسلامية " يتم التلاعب بالمستثمر الأجنبي , في البداية يتم استدراجه بالولائم و السهرات و الخروج الي البادية و في الأخير بعد توقيع العقود يوقعونه في الفخ ، فيخسر أمواله , فيلجأ الي المحاكم و القضاء فيتفاجأ بأن الأمور لا تمشي الا بطرق خاصة و أن عليه ان يصرف المزيد من المال للوسطاء : سماسرة للسيدات و رجال الاعمال ، يتحدثون باسم الدولة و انهم مفاتيح للخير مغاليق للشر ، طبقة جديدة ظهرت في الجمهورية " الاسلامية " تدخل رأسها في كل قضية , فعليه ان يصرف المزيد لهؤلاء و للمحامين ، و هكذا الي ان يصل الي درجة الاحباط ، فيرجع الي بلاده خسرانا غضبانا اسفا , في حين يتلقي خصمه المحلي التبريكات و حسن الألقاب و الأوصاف و انه بطل و " أفقراش "...

وغيرها من مظاهر الظلم و الفساد وغياب العدالة و عدم انصاف الجميع في ما يسمونه الإرث الإنساني الذي يفترض ان يشمل الجميع ، فكيف يقصي منه الضباط ( الفرسان ) و ضباط الصف و جنود فرسان التغيير، الذين هم من فتحوا ابواب التغيير ليجني ثماره آخرون ، و هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، هكذا يحسبهم الجميع ، و لو كانوا سعاة للتخريب و نهب المال لفتحوا البنك المركزي ليلة الانقلاب و أخذوا ما فيه ، لكنهم كانوا شرفاء و رغم الأخطاء و الزلات الجسام ( غير المقصودة ) فالكل يخطئ ، و لكن يظل العدل و الإنصاف في حقهم واجب علي الدولة باحتضانهم و اسناد لهم الوظائف و المهام الكبرى وسيكونون عينا علي المال العام و عونا للسلطات في تنظيم الشأن العام , و هو قليل في حقهم ,  فقد ضحوا بأنفسهم لأجل الراية و الخريطة و الوطن .

و أخيرا ولكي تستحق موريتانيا لقبها " الاسلامية " " , لا اسلام حفظ المتون ( الإسلام النظري ) بل اسلام المعاملات النظيفة الذي هو كنه و حقيقة الدين  ، فلا بد من تصحيح المسار و العودة الي الدولة الكيان لا الدولة القبيلة و لا بد من اتخاذ القرار : مبادرة عاجلة ( وجهة نظر ) بموجبها يقدم فخامة رئيس الجمهورية استقالته و يشكل مجلس شوري من ستة مدنيين  اقتداءا بسنة الخليفة عمر بن الخطاب , أكفاءا مخلصين للبلد و ليست لديهم سوابق مع الفساد و لهم خبرة بشؤون البلاد و ستة من كبار القادة العسكر من مختلف الوحدات , يسلم فخامته السلطة لهؤلاء ، ليختار مجلس الشورى المدني بحضور المجلس العسكري و اشرافهم شخصا مدنيا من بينهم لرئاسة البلاد لمدة سنة واحدة يتناوبون عليها كل واحد سنة واحدة و هكذا حتي تنقضي السنين الستة الأولي فيتجدد مجلس الشورى، و أما البرلمان فيتحول الي مجالس أقليمية مكونة من قادة المناطق العسكرية و الولاة و الحكام و العمد , تصرف لكل أقليم ميزانيته الخاصة و تمويلاته و مشاريعه لينطلق الجميع في تنافس إقليمي إيجابي بناء ... و علي كل حال يظل لكل معضلة حل , سواءا هذا او غيره و تظل بلادنا    :

 

بلاد ألفناها على كل حالة             وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسنْ

 

وتستعذب الأرض التي لا هوى بها          ولا ماؤها عذبٌ ولكنها وطنْ

 

 

البشير ولد بيا ولد سليمان /

ضابط طيار سابق