
في مسيرة الشعوب لحظات فاصلة تصنع مجدها، وتستدعي من ذاكرتها أعلاما تجلت فيهم معاني التضحية والإخلاص، فكانوا قدوة في النشأة، وذخرا في التجربة، وصفاء في السيرة. وفي هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ موريتانيا، يسطع اسم الفريق حننه ولد سيدي، وزير الدفاع الوطني، كالنجم الهادي في ليل التحديات، رجل المرحلة وقائد المستقبل، بما يملكه من رصيد عائلي عريق، وتجربة ميدانية ناضجة، ورؤية سياسية ثاقبة.
لم يخرج حننه ولد سيدي من فراغ، بل هو ثمرة بيت عرف بالقيادة والسيادة، وتوارثت أجياله مشعل الريادة الاجتماعية والسياسية. بيت انغرس فيه الشرف كما تنغرس الجذور في عمق الأرض، وتسامى فيه معنى النجدة كما يسمو النخيل في فضاء الصحراء. في أجواء كهذه، تربى على العزة والكرامة، وتشرب روح المسؤولية، فعرف منذ الصغر أن القيادة رسالة لا غنيمة، وأن خدمة الناس تكليف لا تشريف.
ولم يختر طريق الجندية طمعا في منصب ولا لهاثا وراء جاه، بل وفاء لعهد الوطن. بدأ قائدا لفصائل وكتائب، فعركته قسوة الميدان، وتحمل أمانة الرجال والعتاد، قبل أن يتولى قيادة المناطق العسكرية في أحلك الظروف. ثم تدرج في المراتب العليا: مديرا للأمن الخارجي والتوثيق، مفتشا عاما للقوات المسلحة وقوات الأمن، فقائدا مساعدا للأركان؛ وهي مواقع لا يتولاها إلا من جمع الكفاءة والانضباط والثقة. وفي يوليو 2018، تقلد قيادة القوة المشتركة لدول الساحل الخمس، فكان صوت موريتانيا المسموع، وصورتها المشرقة في محيطها الإقليمي، جامعا بين الحزم والبصيرة .
ومنذ أن تقلد حقيبة الدفاع الوطني، جسد الفريق حننه نموذجا للقائد الذي يزاوج بين صرامة العسكرية وحكمة السياسة. عمل على تطوير المؤسسة العسكرية وتعزيز جاهزيتها، وأدخل إصلاحات نوعية على منظومتها، وربطها بشبكة متينة من الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة. وتميزت إدارته بالهدوء والفاعلية، فكان قائدا يوازن بين قوة القرار ورجاحة العقل، ويجعل من الوطنية إطارا جامعا لكل تحركاته.
ليس غريبا على رجل نشأ في بيت سيادة، وصقلته التجارب العسكرية والسياسية، أن يتجلى اليوم في صورة رجل الدولة الكامل:
نزاهة لم تشبها شبهة.
استقامة لا تعرف مساومة.
رؤية نافذة تستشرف الآتي.
شخصية جامعة توحد ولا تفرق.
إن موريتانيا، وهي تواجه تحديات الأمن والتنمية وترسيخ المؤسسات، أحوج ما تكون إلى رئيس يعرف هموم المواطن من قلب الميدان، ويملك من التجارب ما يمكنه من قيادة الدولة بحزم وحكمة. وهذا ما يجعل الفريق حننه ولد سيدي جديرا بالترشح لرئاسة الجمهورية، فهو قائد توافرت له أركان القيادة الأصيلة: أصالة النشأة، صلابة التجربة، نقاء السيرة، ووضوح الرؤية.
فالفريق حننه ولد سيدي ليس مجرد وزير دفاع ناجح، بل هو مشروع رئيس دولة يحمل الوطن في قلبه، ويضع أمنه واستقراره فوق كل اعتبار. ومعه تستطيع موريتانيا أن تفتح عهدا جديدا، قوامه الأمن الراسخ، والتنمية الشاملة، والعدالة الجامعة. إنه القائد الذي تلتقي عنده أحلام الأجيال، وتجد فيه الأمة صدى طموحاتها.
الشيخ محمد خي

.jpg)
.jpg)
.gif)



.jpg)
