ملتقى حاس انبگ(بمقاطعة جگني)؛ أنموذجا لصلة الرحم وتقوية اللحمة الإجتماعية

أربعاء, 20/08/2025 - 14:37

تعتبر الأنشطة الثقافية والإجتماعية التي تقام في فترات الإجازة السنوية مناسبة تتجدد كل سنة خلال فصل الخريف، ومعها تتجدد وشائج القربى وفرصة لصلة الأرحام؛ وأداة لتقوية الروابط المجتمعية.

وفي خضم هذه الأنشطة الثقافية والإجتماعية أتى الملتقى الثقافي والإجتماعي السنوي الثاني لأهل بوقاديجة في  قرية حاس انبگ، التابعة لمركز اعوينات ازبل بمقاطعة جگني؛ ذلك الملتقى الذي تداعت له كافة مكونات المجتمع من أطر ووجهاء وسلطات محلية ممثلة في حاكم المركز والسلطات الأمنية والمنتخبين المحليين.

ويأتي هذا الملتقى ضمن الجهود التي ما فتئت الجهة القائمة على تنظيمه، تبذلها لتحقيق المعاني السامية التي يحض عليها شرعنا الكريم في أهمية تقوية الروابط المجتمعية، إذ من الله على المؤمنين أن ألف بين قلوبهم،

ولذا فإن أي محاولة لترسيخ الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم تعتبر من المساع الحميدة والمبادرات المثمنة التي تندرج ضمن أهداف التنمية المجتمعية؛ التي تعلي من أي حراك مجتمعي يروم النهوض بواقع الأفراد والمجتمع و ينشر ثقافة التسامح وصلة الرحم بعيدا عن المماحكات والمناكفات السياسية، حتى تكون القاعدة السائدة بين الجميع '' أن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".

وقد حقق هذا الملتقى نجاحا باهرا ليس في بعد التنظيم فحسب وإنما في الكم والكيف، حيث حضره مئات الأشخاص، من مختلف فئات المجتمع من مقاطعة جكني وخارجها،  بمختلف طيفهم السياسي والإثني وسلطاتهم المحلية، حيث شكل الحضور لوحة رسمت كافة مكونات فسيفساء هذا المجتمع لتضفي صورة ناصعة ووجها آخر للمحبة والإخاء؛ وتظهر موريتانيا المصغرة وهي تجتمع منسجمة في "خيمة أهل بوقاديجة في قرية حاس انبگ يومه: 16/08/2025"؛ في يوم ماتع وطقس جميل ومظاهر خلابة، ونفوس تسامت على كافة الحساسيات السياسية وانصهرت في بوتقة واحدة، عنوانها: "وتعاونوا على البر والتقوى"؛ حيث من البر كل ما يدعو إلى صلة الأرحام وتقوية الروابط المجتمعية بين أفراد المسلمين، وتعاونهم وتعاضدهم في كل ما يحقق الوحدة والإنسجام ونبذ التفرقة والشقاق.

ولئن كانت أهمية هذا الملتقى في ما أشير إليه آنفا فإن دروسا يمكن أن نستخلصها من مخرجاته وهي:

- أن مثل هذه الملتقيات الثقافية والإجتماعية؛ هي أداة لتحقيق التنمية المجتمعية. 

- أن الدولة يجب أن تثمن مثل هذه الملتقيات وتكون راعية لها؛ لما تسهم به من تحقيق التكافل الإجتماعي والتعاون البيني بين أفراد المجتمع، ذلك أن مثل هذه الملتقيات يقوم أصحابها مقام الدولة في كثير من الأحيان في رعاية أفراد تلك المجموعات في حالات المرض وغيرها ...ويتحملون الأعباء المادية ....

- لذا نقترح أن يتم إنشاء صندوق لدعم مثل هذه الملتقيات الثقافية والإجتماعية لما لذلك من أهمية في ترسيخ الروابط المجتمعية ومتانتها...

- كما نستنتج من خلال هذا الملتقى أن الروابط الأخوية قادرة على كسر الجمود الذي أحدثه جفاء السياسة ودهاليزها...

- كما أثبت الملتقى أنه بالإمكان أن يجتمع أبناء جگني من مختلف مشاربهم السياسية والفكرية ولكن هذه المرة ليس لأغراض انتخابية وإنما لصلة الرحمة ونشر المحبة والألفة بين كافة مكونات المجتمع الجگناوي، وقد ضربوا بذلك أروع مثال يجب أن يحتذى به.

 

حاس انبگ، بتاريخ: 20/08/2025

 

الكاتب، احمد جدو ولد محمد عمو أك