يقول مفكرو السياسية إن مكانتها عظيمة وإن رجل السياسة مستعد للتضحية بكل شيء ليسعـَد الآخرون .. إنه رجل شديد الإحساس بِوطًنِه أما رجال ساستنا فإنهم لا يشعرون إلا ببطونهم ..!
خلال مسيرتها الأخيرة تلونت المعارضة بالعلم الوطني الذي اقترح الحوار الأخير أن يضيف إليه تعديلات تعبر عن دماء الشهداء وتعلن استعداد الموريتانيين لمنح المزيد من الدماء لحفظ وصيانة الوحدة الوطنية والحوزة الترابية .. صحيح أنه أصبح للمعارضة شعار تتحرك تحته لكنه لايعدو كونه حصان طروادة مطلي بألوان تحمل رمزية وقداسة في نفوس الشعب الموريتاني .. لقد عجزت المعارضة منذ أكثر من 8 سنوات أن تجد شعارا تتحرك تحت ظله ويساعدها في تحريك الشارع، وخلال كل هذه الفترة تبنّت المعارضة شعار الرحيل ومن بعده شعار المقاطعة للانتخابات وكلها شعارات أقرت المعارضة نفسها بسفاهة تبنيها ..
اليوم تسعى قوى المعارضة جاهدة لجعل العلم الوطني شعارا لها والحقيقة أن هذا الرمز الوطني لن يتم المساس بجوهره بل احتفظ ب 70 % من أصله وتمت إضافة تعديلات تعبر بصدق تعلق الوطنيين بهذه الأرض الزكية التي سالت أنهرا من دماء الشهداء وتناثرت قبورهم في صحراء الوطن ونمت على أجسادهم الطاهرة جبالها من "وديان الخروب" إلى "كدية أهل عبدوك "..
إن سعي المعارضة إلى تشويه التعديلات الدستورية لا يوازيه إلا ارتماؤهم في أحضان الأجندات الخارجية ومحاولة تسويق خطاب تشويهي للوطن، ومن يتأمل هذه التحركات والحشود والمسيرات يدرك جيدا أن شعارها سيسقط كما سقط قبله شعار الرحيل وسياسة المقاطعة ..
إنهم ليسوا موافقين على سياسات النظام وخاصة تسيره للبلاد ويرفضون الحوار معه هذا هو خطاب قادة المعارضة في بلادنا ، يسوقونه داخل البلد وخارجه ويؤكدون أن البلد يعيش الكثير من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .. لقد افتريتم أيها الساسة المحترمون..
كيف تطلبون من نظام منحه الشعب ثقته المطلقة في تيسر الدولة أن يتنازل لكم عن صلاحياته ويجعل من منظريكم وقادتكم مستشارين خاصين له ..!
إن الديمقراطية التي تبكونها عشية وصباحا وتتعلقون بمبادئها تفترض وجود أغلبية ومعارضة ، ولم يجد أهل السياسة سبيلا إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين سوى الحوار، وانتم أبيتم الحوار وفضلتم تنجيم التخمينات حتى أضحيتم على ناصية شارع مهجور ..!
لقد راكمت الحكومة من ثقة الشعب ما يمنحها مزيدا من القوة والقدرة على تحقيق نهضة شاملة بلورتها إستراتجيتها الوطنية في ثلاثة محاور :
ـ توطيد دعائم الدولة وتحسين الحكامة العمومية؛
ـ بناء اقتصاد تنافسي يحقق نموا يستفيد منه الجميع؛
ـ تنمية الموارد البشرية وتوسيع النفاذ إلى الخدمات الأساسية .
إن ربط هذه المحاور ببعضها يعطي الصورة الحقيقية لما حققته الحكومة من إنجازات رائدة منحتها ثقة المواطنين في الداخل واحترام وتقدير العالم الخارجي ، ولم تعد موريتانيا همزة وصل في دَرَجِ الكلام، بل أصبحت لاعبا وفاعلا قويا في الساحة الإقليمية والدولية وغير هذا لا يمكن تسويقه وعلى المعارضة أن تبتلع هذه الحقيقة ..