ارتفاع واردات الصين والهند من النفط الروسي إلى مستويات قياسية

اثنين, 31/07/2023 - 16:14

وصلت واردات الصين والهند من النفط الخام الروسي إلى أعلى مستوى على الإطلاق في يونيو/حزيران، وفقاً لما أظهرته بيانات حكومية صينية وهندية أمس الخميس مع مواصلة مصافي التكرير الصينية اقتناص الإمدادات التي يتم ضخها عبر خط أنابيب شرق سيبيريا-المحيط الهادي حتى رغم تقلص الخصم مقارنة بالخامات القياسية العالمية.
وبلغت الكميات الواردة من روسيا إلى الصين في الإجمال 10.50 مليون طن متري في يونيو/حزيران أو ما يوازي معدلا يومياً يبلغ 2.56 مليون برميل. وزادت كميات الشحنات 44 في المئة مقارنة بالشهر المناظر من العام الماضي وفقا لبيانات من الإدارة العامة للجمارك.
وسجلت الواردات من النفط الروسي في النصف الأول من العام 52.61 مليون طن متري بارتفاع 22 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
أما الشحنات من السعودية فقد بلغت إجمالاً 7.92 مليون طن متري الشهر الماضي بما يعدل 1.93 مليون برميل يومياً بارتفاع 12 في المئة عن الشهر السابق. وتشكل الكمية ارتفاعا بنحو 57 في المئة عن الكميات التي تم شحنها من السعودية للصين في يونيو/حزيران من العام الماضي.
وكان من المُتوقع أن تقل الشحنات السعودية للصين في يونيو/حزيران إذ تسبب تراجع هوامش التكرير في دفع مصافي التكرير الصينية للبحث عن خام أرخص سعراً من روسيا ومُورِّدين آخرين حتى بعد أن خفضت الرياض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف تحميل يونيو/حزيران 25 سنتا في مايو/أيار.
وعلى الرغم من أن العقوبات الغربية وفرض سقف سعري عوامل تضمن تداول الخام الروسي بسعر أقل من خامات القياس العالمية، فقد انخفض هذا الخصم في الأشهر القليلة الماضية بسبب زيادة الطلب على الإمدادات التي يتم ضخها عبر خط أنابيب شرق سيبيريا-المحيط الهادي من مشترين صينيين وعمليات الشراء المكثفة التي تنفذها المصافي الهندية لخام الأورال الروسي.
وتلجأ مصافي التكرير الصينية إلى وسطاء للتعامل مع الشحن والتأمين لشحنات الخام الروسي لتجنب انتهاك العقوبات الغربية.
كما أظهرت بيانات الجمارك أيضاً أن واردات الصين من ماليزيا بلغت 1.51 مليون برميل يومياً في يونيو/حزيران بزيادة قدرها 133 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وتستخدم ماليزيا عادة كنقطة وسيطة لشحنات نفط خاضعة للعقوبات تأتي من إيران وفنزويلا.
وارتفعت الصادرات النفطية الأمريكية للصين 354 في المئة مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من التوتر الجيوسياسي بين الجانبين إذ حافظت الخامات الأمريكية الشهر الماضي على مزايا في التسعير عن المنتجين في الشرق الأوسط بعد خفض «أوبك+» للإنتاج.
وبلغت شحنات الخام الأمريكية للصين 3.05 مليون طن متري في الإجمال في يونيو/حزيران في أعلى معدل منذ ديسمبر/كانون الأول 2020.
ومن المُتوقع أن تميل مصافي التكرير الصينية بشكل متزايد لإمدادات بديلة من دول مثل البرازيل في الربع الثالث مع تعهد روسيا والسعودية بخفض الإنتاج.
من جهة ثانية أظهرت بيانات ملاحية من مصادر في قطاع الطاقة ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في يونيو/حزيران رغم زيادتها بأبطأ وتيرة منذ أكتوبر/تشرين الأول مما يعني أن طلب نيودلهي على النفط الروسي ربما وصل لذروته.
وتُقبل مصافي التكرير في الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط الروسي في العالم، على الخام الروسي الذي يتم بيعه بأسعار مخفضة في ظل إحجام الدول الغربية عنه بسبب غزو روسيا أوكرانيا. إلا أن النفط الروسي بدأ يفقد جاذبيته لدى مصافي التكرير الهندية في ظل تراجع مستوى الخصومات وظهور مشكلات في تسوية المدفوعات، الأمر الذي حمل المصافي الهندية على البحث عن مصادر بديلة في الشرق الأوسط.
وأظهرت البيانات أن نيودلهي اشترت ما يقارب مليوني برميل يومياً من الخام الروسي في يونيو/حزيران، بارتفاع طفيف عن الشهر السابق. وقبل حرب أوكرانيا كانت الهند نادراً ما تشتري الخام الروسي بسبب ارتفاع تكاليف الشحن. ووفقا للبيانات فإن واردات الهند من النفط الروسي تجاوزت في يونيو/حزيران مشترياتها مجتمعة من كل من العراق والسعودية ثاني وثالث أكبر المُورِّدين لنيودلهي. وأظهرت البيانات أن الولايات المتحدة جاءت كرابع أكبر مُورِّد للهند، الأمر الذي قاد لتراجع الإمارات للمرتبة الخامسة.
وتوضح البيانات أنه من حيث الحصة السوقية فإن روسيا أمدت الهند بنحو 42 في المئة من وارداتها من النفط الخام في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، فيما ارتفعت حصة الشرق الأوسط إلى حوالي 41 في المئة بعد انخفاضها في الأشهر الثلاثة السابقة.
وأظهرت البيانات أن الواردات من الشرق الأوسط تراجعت بنحو 34 في المئة في الربع المنتهي في يونيو/حزيران مقارنة بالعام الماضي، فيما تضاعفت واردات دول رابطة الدول المستقلة التي تضم أذربيجان وقازاخستان وروسيا ثلاث مرات تقريبا.
وأدى تراجع الواردات من الشرق الأوسط إلى انخفاض حصة منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» في إجمالي واردات الهند من الخام.