ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الموقف التركي حيال أنباء دخول القوات الحكومية السورية لأول مرة منذ ست سنوات مدينة منبج شمالي البلاد.
رأت صحيفة الأخبار اللبنانية أن مصير المدينة "ما زال رهن توافقات دولية في سياق يشمل مناطق شرق الفرات أيضاً... فمن دون توافق مع الجانب التركي على دخول القوات الحكومية سيكون وجود 'التحالف' عاملاً مساعداً لأنقرة ومثبّطاً لأي جهد حكومي سوري، خصوصاً أن الأمريكيين تعهدوا لتركيا بانسحاب "منسّق وبطيء". وسيعتبر أي تحرك لقوات الجيش السوري نحو منبج حينها، وإن جاء برضى 'الوحدات' الكردية و'مجلس منبج العسكري'، عملاً 'عدوانياً' ضد قوات 'التحالف'، من شأنه تعقيد المشهد أكثر".
وكتب وائل عصام في القدس العربي اللندنية: "أعلن الأتراك، أنهم سيتوجهون لموسكو لبحث مرحلة ما بعد الانسحاب، وهذا بيت القصيد، فإن أنقرة وإن كانت تتلقى تشجيعا من واشنطن للعب دور في شمال سوريا بعد الانسحاب الامريكي، إلا أن السياسة الخارجية في تركيا لا تتحرك في سوريا بدون ضوء أخضر من موسكو، وبالتأكيد أن موسكو لن توافق على تحرك تركي يعارض مصالح حليفه الأول، الذي دخلت الحرب من أجله الأسد".
وقالت صحيفة الوطن المصرية نقلاً عن بشير عبدالفتاح خبير الشأن التركي إن منبج "تكمن أهميتها بالنسبة إلى تركيا أنها معقل قوات سوريا الديمقراطية، موضحا أن هذه القوات تعد امتداداً للأكراد الذين تعمل اسطنبول على محاربتهم، لنزعتهم الانفصالية ورغبتهم في إقامة كيان مستقل".
وأضافت الوطن: "روسيا غير سعيدة بوجود تركيا في هذه المنطقة، وترحب بسيطرة الجيش السوري عليها... وتركيا غير مستعدة لتنفيذ مثل هذه العملية نظراً للتكلفة المرتفعة لتنفيذها... و تتمنى الوصول إلى تفاهمات تمنعها من الدخول في هذه العملية العسكرية، فهي تريد فقط إدخال قوة عسكرية من أجل أن تكون سلاح مساومة".
"أمر واقع"
ورأت صحيفة العرب اللندنية أن إعلان الجيش السوري دخول منبج "أربك" حسابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "الذي دأب على التلويح بدخول المدينة خاصة بعد قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من المنطقة".
وأضافت الصحيفة: "أعلن الرئيس التركي للصحفيين... أنه 'في ظل الوضع الراهن مازلنا ندعم وحدة التراب السوري'... وتبين هذه التصريحات أن أردوغان قد يكون تفاجأ بالخطوة السورية وقرار الأكراد بإعادة مناطق سيطرتهم إلى نفوذ الأسد، ولذلك بدا وكأنه يعد نفسه للقبول بهذه التحولات كأمر واقع، خاصة أنه لا يعلم بالضبط حدود الدعم الروسي لقرار الأسد بدخول منبج".
بالمثل، أشارت الشرق الأوسط اللندنية إلى أن خطط تركيا في منبج "اصطدمت بتدخل الجيش السوري في المدينة بطلب من وحدات حماية الشعب الكردية... وتراهن تركيا على موقف موسكو التي رحبت أمس بتحرك الجيش السوري نحو منبج".
وفي سياق متصل، أشار موقع بلدي الإخباري السوري إلى أن تركيا "تريثت في التقدّم باتجاه منبج انتظاراً للتفاهم مع روسيا التي تراقب عن كثب ما شهدته الأشهر الأخيرة من تحولات في العلاقات الأميركية-التركية، بدءا من شهر أغسطس/آب".