الطريق إلى الرئاسيات...التحديات والآفاق

جمعة, 14/06/2019 - 15:25


خلال الأيام المقبلة سيحتدم الصراع بين المتنافسين السياسيين الأوائل الثلاث إلى كرسي الرئاسة، وتشهد الساحة السياسية حراكا منقطع النظير، وعليه سنقدم لكم في هذه السطور التحديات والآفاق للمترشحين خلال الايام المقبلة من الحملة الانتخابية، وفي هذا الصدد سنضرب الصفح عن ذكر خطابات المرشحين التي تم تحليلها مسبقا.
مع مرشح الإجماع: محمد الشيخ أحمد غزواني.
من المتوقع أن يحظى بقاعدة شعبية عريضة خلال الأيام المقبلة مقارنة مع أقرب منافسيه، إذا ما استغل عدم الوعي السياسي للخزان الإنتخابي في الداخل والتأثير عليه وإغرائه بالمادة والوعود الزائفة والتقرب من المواطن، فمن المعروف أن أغلب المواطنين ضعفاء ماديا ومسلوبي الإرادة، وهو ما يجعل الأرضية خصبة لمهندسي الحملة الانتخابية، ومن هذا المنطلق  يصبح مرشح الإجماع أكثر أملا في حسم المرحلة إن استغل إغراء وضغوطات على رؤساء وأعضاء مكاتب التصويت.
وفي المقابل إذا لم يتسنّ لمرشح الإجماع الدعم المادي ستشل حملته في الخاصرة، فحسب المعلومات  أن مرشح الإجماع لم يستلم جزءا كبيرا من تبراعات داعميه. 
مع مرشح التغيير المدني: سيدي محمد بوبكر 
يحظى السيد سيدي محمد بوبكر بقاعدة شعبية عريضة منذ بداية الحملة إلى الآن، وما زالت الساحة خالية لحد الساعة من أنشطة منافسيه،  وهو ما ينبغي أن يستغله داعمو المرشح فمن المفترض أن ينزلوا إلى الميدان بسرعة ويقوموا بأنشطة توعية وإعلامية ودعائية لكسب ثقة الناخبين والداعمين الذين أصابهم الملل من الخطابات المزيفة والوعود الكاذبة ، وعليه سيحظى بقاعدة شعبية ثابتة تمكنه من حسم الفوز في الشوط الثاني من مرحلة القادمة،  إذ أنه سيكسب داعمين جددا منسحبين من صف أبرز منافسيه، وإن لم يتحقق ذلك فمن المستبعد أن يظفر بالمرتبة الثانية.
مع مرشح الحرية : بيرام الداه أعبيد 
في خضم المخاوف التي يشعر بها مرشح الإجماع ومرشح التغيير المدني تجاه الآخر سيواصل الزعيم بيرام جولاته واتصاله بالخزان الإنتخابي الذي يعوَّل عليه بالنسبة لكل مرشح، وإذا اخفق كل من أبرز منافسيه سيكون النصر حليفه لخوض الشوط الثاني ، ومن المفيد التنبيه إلى كلمة رئيس الجمهورية(موريتانيا في خطر إذا لم ينجح غزواني):
إذا كان الشوط الثاني بين غزواني ومرشح التغيير المدني فإن هذا الأخير شيحظى بداعمين جدد بالإضافة إلى مساندة أبرز المنافسين السيد بيرام وهو  مايُخشى عليه في  التمكين من  إحدى حقائب السلطة (وزارة الداخلية -الخارجية-العدل ).
فإن تولى بيرام حقيبة الداخلية سيعمل على تغيير بنية الإدارة الجهوية التي تهيمن على سير الإنشطة السياسية؛ونسف ما أرساه النظام الإستبدادي حسب تعبيره٠
وإذا تولى وزارة الخارجية سيكسب ثقة وعلاقات عالمية واسعة ممايزيد طموحه في الوصول إلى كرسي الرئاسة٠
وإذا تولى حقيبة العدل وهنا تكمن الخطور البالغة التي أشار إليها الرئيس  حيث سيبذل بيرام كل ما بوسع ليتحقق العدل، وسيفتح ملفات حساسة سيكون المتضرر الأول رأس النظام الحالي ومقربيه٠
أما إذاكان الشوط الثاني بين مرشح الحرية ومرشح الإجماع فإن أغلبية الناخبين الداعمة للمترشحين الستة ستخذله ليكون النصر حليف مرشح الإجماع ويحصد بيرام زعامة المعارضة وهي النقطة الثانية من المخاوف  التي أشار إليها الرئيس الحالي في كلمته الأخيرة ٠
وإذاطعن بيرام والمتحالفين معه في نزاهة الإقتراع ربما تنقلب الموازين وتدخل الساحة السياسية مرحلة تاريخية جديدة.
فنحن إذن أمام كل الاحتمالات والفرضيات في الأيام القليلة المتبقية؛ فأي الفرسان -الأكثر حظا حسب المعطيات -سيكون الطريق سالكا أمامه لقيادة أمة هي بأحوج ما تكون إلى تبادل سلمي علي السلطة في ظل إكرهات تنموية واجتماعية  واقتصادية؛ لم تطرح بشكل أكثر حدة من ذي قبل.

سيد أحمد اباهن احمد باب