هكذا عودنا الرئيس على الوفاء بتعهداته .

خميس, 17/01/2019 - 09:22

الوطن موقف ،، والصدق مع الشعب خيار ، ومن لازم الوفاء أحبه الناس وتعلقوا به ،، إنها الحقيقة التي تختزل هذه المرحلة الفارقة من تاريخ بلدنا ، مرحلة أسس لها فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ عشر سنوات وشيد معمارها لبنة لبنة ، وها هو اليوم ينقلها إلى مستوى جديد عبر قرار تاريخي رفض فيه رفضا حاسما وباتا أي مساس بدستور البلاد رغم الدعوات الكثيرة التي تحثه على ذلك ورغم إمكانية التصويت بأغلبية مريحة في البرلمان على تغيير مواد المأموريات، حيث تجاوز عدد النواب المؤيدين للتعديلات النصاب الضروري لإقرارها   ، لكن الرئيس وضع المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار وانحاز لمبادئه وقيمه وترك بذلك بصمة لا تمحى من تاريخ هذا البلد ، بل وضع الأسس لعهد جديد من التناوب السلمي على السلطة سيخطو بموريتانيا خطوات إلى الأمام في التصنيف الديمقراطي العالمي.

 

عندما علمت بحراك زملائي النواب لتعديل الدستور كنت على يقين من أن فخامة الرئيس لن ينساق وراء هذه الدعوات رغم صدق نوايا أصحابها، وأن موقفه سيظل ثابتا راسخا لن يتزحزح ، لأننا لم نعهد منه النكوص والتراجع  وتبدل المواقف ، بل الإقدام والصراحة والشفافية التامة ... وهكذا أنجز حر ما وعد وتلاشت غيمة الشك وبتنا اليوم أمام حقيقة راسخة ميزت حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، وهي الوفاء بالعهد والصدق مع الشعب ،،  وبذلك فهو يضيف انجازا آخر إلى قائمة انجازاته الطويلة التي  لا تحتاج لمن يشير إليها بالإصبع.

 

إن هذا الموقف الشجاع والقرار التاريخي يضعنا جميعا أمام  مسؤولية كبرى ، يأتي في مقدمتها الالتزام برد الجميل لمن عاهد وأوفى والتزم بقول الله تعالى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) ،، نصون له حقه وننزله المكانة التي يستحقها على خريطة شرف الوطن ،،، ومن يعرف الرئيس محمد ولد عبد العزيز حق المعرفة يدرك أنه لا يريد أكثر من أن يرى هذا الشعب يعيش في بحبوحة ، لا يشكو هماً ، ولا ضائقة ، ولا تعسر عليه حاجة ،، يصنع مستقبله بيده دون خوف أو تردد ،،  ومن واجبنا الأخلاقي اتجاه الرجل أن نبرز حجم تضحياته وأن نعرّي ذلك الخطاب التشويهي الانتهازي الذي حاول جاهدا طيلة المرحلة الماضية النيل منه ومن مواقفه التي رسمت لهذا البلد طريقا آمنا نحو المستقبل،،

 

في هذه اللحظة الاستثنائية أقول بكل ثقة أننا كسبنا الرهان ،، واشعر شخصيا بالعزة والكبرياء لأنني كنت أحد الداعمين للمشروع الإصلاحي الكبير لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، وهو قرار لم يكن وليد الصدفة وإنما تبلور بعد دراسة معمقة لهذا المشروع ، حيث وجدت فيه ما يلبي طموحي السياسي ويحقق تطلعاتي وآمالي لمستقبل أكثر إشراقا لبلدي ، وجدت قائمة طويلة من الأهداف والمبادئ التي تعبر بصدق عما يحتاجه الوطن ويأمله الشعب ، راهنت على شخصية الرئيس محمد ولد عبد العزيز وعلى تاريخه الناصع  ،، راهنت على خطابه الذي لمست فيه الصدق والحسم والإخلاص للقضية التي يؤمن بها .. ولم يخيب ظني ،،،

 

والآن استطيع التأكيد أنه بعد عشرية حافلة بالتضحيات وهو يقود قاطرة الوطن ، أننا تركنا الماضي القاتم خلف ظهورنا وأن وجه موريتانيا الذي كان يبعث على الشفقة قد تبدّل ،، نحن اليوم في بلد آخر غير الذي كنا نعيش فيه منذ عشر سنوات ،، بلد يعمه النور ويشرب أهله الماء الزلال وترتبط مدنه وقراه بشبكة طرق عصرية ، بلد يعيش نهضة في العمران والبنية التحتية، شُيدت فيه المطارات والموانئ والجامعات والمستشفيات،، بلد تحكمه منظومة قانونية كفيلة بالقضاء على الفساد والرشوة والمحسوبية وتحقيق العدالة وضمان الحقوق الأساسية للأفراد ،،  بلد يمتلك جيشا قويا قادرا على حماية الحوزة الترابية وتأمينها من الأعداء والدخلاء ،،، .

 

لقد عبَر بنا الرئيس مرحلة صعبة ،، انتشلنا من واقع كان فيه الإرهاب يضرب والفساد يستشري وحقق أشياء كانت مجرد حلم بالنسبة لنا وقد حول هذا الحلم إلى حقيقة وواقع يتحدث عن نفسه ، عقد من الزمان أنجز فيه أضعاف ما أنجز منذ الاستقلال ، والآن يسلم لنا مسؤولية بلد يخطو بثبات نحو المستقبل ، ويجب علينا أن نكون على قدر المسؤولية  ، إذ ليس من الصواب أن نظل نجتر الماضي ونعيد استنساخه ، ونهدر طاقاتنا في الخلافات العبثية التي  لا  مردودية ترجى من ورائها. لقد حان الوقت لنجمع شتات طيفنا السياسي وننظر بجدية نحو القادم من الأيام  ونعمل بكل قوانا على تحريك قطار الوطن ،، فنحن شركاء فيه مجبرين على التعايش السلمي في فضاءه الرحب ، واستغلال منابره الديمقراطية بطريقة حضارية تتيح لنا الوصول إلى إدارته بأسلوب يضمن الاستقرار ويجنبنا الانزلاق نحو المجهول..

 

وإننا كأغلبية يقع علينا الحمل الأثقل في المرحلة القادمة ، وعلينا أن ندرك أن الحفاظ على مواصلة مشروع فخامة الرئيس أمانة في أعناقنا ، لأنه الضمانة الأكيدة لاستمرار عملية البناء والتنمية ،  وهذا المشروع يمتلك  كافة المقومات ليبقى ويستمر دون أي معوقات ،  هناك أغلبية برلمانية مريحة وطيف واسع من الأحزاب الداعمة ، وهناك قاعدة شعبية واسعة بالإضافة لترسانة من القوانين والحريات ودستور متطور أفرزته أسابيع طويلة من الحوار الوطني الشامل بين مختلف الفرقاء ،، وما ينقصنا  في هذه الظرفية الحاسمة هو توحيد الصف وتنسيق الجهود والاستعداد التام للاستحقاقات الرئاسية القادمة والالتفاف حول مرشح وحيد ينحدر من عمق هذا المشروع ، شارك في بنائه وتأسيسه ، يؤمن به كإستراتيجية  وخيار ، يمتلك القدرة على إدارة ملفاته الداخلية والخارجية بكفاءة ، لديه الخبرة الأمنية الطويلة والثقافة الواسعة والموقع الاجتماعي الذي يؤهله لقيادة الركب ، يسترشد بإرث الرئيس محمد ولد عبد العزيز ، يستلهم منه العبر والدروس ويقتدي به كأسلوب وطريقة في الحكم . وقد لمست شخصيا خلال عملي كعضو في اللجنة المالية البرلمانية ،  وجود رموز وكفاءات وطنية ضمن الحكومة الحالية، ممن اجتمعت فيهم تلك المعايير والصفات التي تجعلنا مطمئنين في ظل قيادتهم على مصير البلد وعلى استمرار نهج الرئيس في المرحلة المقبلة.

 

النائب/ لمرابط الطالب ألمين

الغابون -ليبرفيل   16يناير 2019