دعوات في صحف بريطانية لمقاطعة نشاطات إماراتية احتجاجا على سجن هيدجيز

جمعة, 23/11/2018 - 17:44

واصلت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة اهتمامها في سياق تغطيتها لقضايا الشرق الأوسط، بتطورات قضيتي مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وأصداء الحكم بالسجن على الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجيز في دولة الإمارات بتهمة "التجسس".

ونشر معظم الصحف تعليقات ومقالات رأي فضلا عن المتابعات الإخبارية لإصداء سجن الاكاديمي البريطاني والجهود المبذولة لإطلاق سراحه.

وفي هذا الصدد تنشر صحيفة ديلي تلغراف تقريرا عن تصويت أكاديميين في جامعة بيرمنغهام الخميس لمصلحة مقاطعة نشاطات تعليمية في دولة الإمارات وتقديم أي دعم أكاديمي لمجمعها التعليمي الجديد في دبي احتجاجا على سجن هيدجيز.

ويشير التقرير أيضا إلى تصاعد دعوات نواب في مجلس العموم البريطاني لإعادة النظر في العلاقات العسكرية مع الدولة الخليجية.

وينقل التقرير عن جوني ميرسر، العضو المحافظ في لجنة الدفاع في المجلس، قوله إن "مساعداتنا الدفاعية والإشراف على التدريب والعلاقات الاستخبارية، مع هذه البلاد، يجب أن تمنع وحدها حدوث مثل هذه الأشياء غير المعقولة. وهي ببساطة غير مقبولة من صديق وشريك،ويجب أن تكون هناك عواقب مباشرة لذلك حتى يطلق سراحه 'هيدجيز'".

ويضيف التقرير أن هذه القضية ستؤثر على قطاع السياحة في الدولة الخليجية، التي حاولت في العقد الأخير تنويع مصادر الدخل بعيدا عن الاعتماد على النفط. وينقل عن خبراء في هذا القطاع اعتقادهم بأن شركات السفر والسياحة قد تعلق بعض نشاطاتها، كما هي الحال مع شركة 101 هوليداي التي رفعت إعلانا ترويجيا عن صفقة قضاء عطلة في دبي من رسالتها الشهرية إلى زبائنها.

ويوضح التقرير أن مليون بريطاني ذهبوا لقضاء عطلاتهم في دولة الإمارات في عام 2017. ما يجعل الإمارات في المرتبة 13 من أكثر الأماكن شعبية بين البريطانيين لقضاء عطلاتهم.

كما يتحدث التقرير عن التأثيرات المحتملة لهذه القضية على قطاع الرياضة.

"مقاطعة"

وتنشر صحيفة الغارديان تقريرا آخر يتحدث عن نية عدد من الكتاب البريطانيين مقاطعة مهرجان أدبي يقام في الإمارات احتجاجا على الحكم بالسجن المؤبد على هيدجيز.

ويشير التقرير إلى أن المؤرخ البريطاني انتوني بيفر وصحفي بي بي سي فرانك غاردنر أكدا انسحابهما من تلبية دعوات حضور مهرجان دبي الأدبي، الذي يعد أكبر مهرجان أدبي في الإمارات ويفتتح أعماله في 28 فبراير/شباط.

وتنقل الصحيفة عن المؤرخ بيفر قوله إنه اتصل مع جمعية المؤلفين والجمعية الأدبية الملكية لتنسيق رد جماعي في هذا الصدد.

ويقول التقرير إن غاردنر، مراسل الشؤون الأمنية في بي بي سي ، قد اكد أوليا عدم حضوره محاضرة من المقرر أن يلقيها في المهرجان عن تجربته الصحفية وروايته الجديدة.

وتنقل عن غاردنر إشارته إلى أنه سيواصل متابعة الأمر، و قوله "أشجب أي اعتداء على الحرية الأكاديمية. وأنا اتابع هذا الأمر عن كثب وأنتظر أن أرى ما الذي سيحدث في الأيام المقبلة قبل أن أتخذ قرارا" نهائيا.

ويخلص تقرير آخر نشرته الصحيفة نفسها، بناء على لقاءات مع خبراء وأكاديميين ممن يعرفون هيدجيز جيدا في جامعة درم، إلى أنه جعل نفسه عرضة للاستهداف بسبب "تحليله الحاد والصريح" للسياسات الأمنية الإماراتية.

وتنشر الصحيفة تقريرا آخر تحت عنوان "تصاعد آمال الأكاديمي السجين مع تلميح الإمارت إلى أنها قد تطلق سراحه".

ويقول تقرير الصحيفة إن دولة الإمارات قالت إنها تريد الوصول إلى حل ودي للخلاف بشأن الأكاديمي البريطاني.

وتضيف أن هذا التغير الواضح في اللهجة جاء في أعقاب تحذير وزير الخارجية البريطاني، جيرَمي هانت، من عواقب دبلوماسية جدية إذا لم يطلق سراح هيدجيز وفي أعقاب سيل الانتقادات في أوساط مختلف الأحزاب البريطانية التي اتهمت دولة الإمارات بالإخفاق في إحقاق العدل.

بيد أن صحيفة ديلي تلغراف في معالجتها لهذا الموضوع حملت على طريقة هانت في التعامل مع القضية. ونقل تقرير، كتبه كبير محرريها روبرت مَنديك ومراسل شؤون الشرق الأوسط جوزي أنسور، عمن وصفه بمسؤول رفيع في وايتهول، قوله إن مدخل هانت قد أزعج اثنين من الإمراء الإماراتيين لأنه "ألقى محاضرة" عليهما عن حقوق الإنسان وقضايا حساسة أخرى.

أما صحيفة فايننشال تايمز فنشرت تقريرا لاثنين من مراسليها من دبي ولندن تحت عنوان "الإمارات تنظر في العفو عن الطالب المسجون بتهم التجسس".

ويبرر التقرير استنتاجاته بإشارة وزارة الخارجية الإماراتية إلى أنها "مصممة على حماية علاقاتها الاستراتيجية مع حليف أساسي" وإن كلا الجانبين "يأمل في التوصل إلى حل ودي"، فضلا عن إشارتها إلى حق عوائل المحكومين بالتقدم بالتماس عفو رئاسي عنه.